Sunday, February 4, 2007

عرض خاص

Photobucket - Video and Image Hosting

نغمة هاتفى المحمول اللتى شعرت أنها عالية جدا ومزعجة بالأمس ألتقت صوتها بالكاد اليوم بين نغمات الهواء الغاضب كالموج , و نقر المطر فوق رأسى ..

آلو ..السلام عليكم .

...

ايوة السلام عليكم ورحمة الله ..مين؟

...

أيوة يا عمو ...هى لسة راكبة تاكسى وماشية دلوقت ..آه الجو مطر آوى ..هى فى الطريق .

أغلق الخط (مطر آوى وحلو آوى )

أقف على طرف الرصيف مرة آخرى وأنظر فى اتجاه السيارات القادمة كما يفعل الآخرون حولى وهو منكمشون كالكتاكيت الفضية المبتلة ...يستمرون هم فى ممارسة قلق البحث عن مركبة فضائية تحملهم الى أعشاشهم , واستمر أنا فى مراقبة أحداث الفيلم وكأنى أجلس فى مقصورة ملكية ...

تستخدم أم ثلاثينية كل جوارحها وشالها الواسع لتحمى صغيرها فيحاول هو التمرد ...ابتسم له فيرد بمثلها ..تقل محاولات الأنقلاب قليلا ويكتفى بأخراج ذارعه القصير من طرف الشال , ربما صالح نفسه بأنه يوما سيبلغ عمرى ويقف تاركا للمطر حرية معانقة رأسه وكتفيه دون ظلال ...

أخيرا تفوز الفتيات على الرصيف المقابل بسيارة أجرة ... يبدو ان منزلهن بعيد ليتعرضن لكل تلك المباحثات والجدال مع السائقين ... أطمئن عليهن وابتهل أن يصلن بسلام ..

حتما هو شخص شرير من صمم الجيبات الشتوية فاتحة اللون ! ..من هذا العبقرى اللذى ينتج (سابوهات وصنادل ) شتوية !


أعطس مرتين و أشعر ان رأسى أصبح مصدرا آخر للمطر فأقرر التوقف عن تجاهل سيارات الأجرة.. فتختفى جميعها ! هكذا تسير الأمور أحيانا .

انا بضحك من قلبى يا جماعة*
مع انى راح منى ولاعة
و بطاقتى فى جاكتة سرقوها و غتاتة كمان لهفوا
الشماعة
بقيت ارجف من الساقعة لكن بضحك
الضحك دة مزيكا..كهربا على
ميكانيكا
و اضحك على الشيكا
بيكا

تهدىء أحدى الميكروباصات سرعتها بجانبى – للمرة العاشرة تقريبا- لكن هذه المرة يطل صبى السائق من بابها ليسأل عن جهتى , أجيبه فيطلب منى الركوب و يقترح كشهم صغير ان انزل عند أول الطريق حيث سيكون أسهل فى العثور على مواصلة آخرى , أستسلم و أصعد الى مكان ضيق ..يبدو الأمر مقبولا مادام سيتوفر فاصل آخر من الأمطار قبل أن أصل الى البيت .فى سرى أشكر باقى الركاب لكون المكان الوحيد المتبقى لى بجوار الشباك .

يتكلم السائق فجأة بأبوية غير ملائمة لمهنته:

اللى جنبه شباك يفتحه عشان متاخدوش برد

يبدو أن لى دعوات مستجابة ! , يرتب الهواء البارد ملامح وجهى فتبتسم , و تزداد أحداث الفيلم تشويقا .

أنزل لأسير طريق متوسط الى موقف ميكروباسات الخط الآخر المؤدى الى بيتى .

يربت المطر مرة آخرى على كتفى و رأسى كأنها جلسة تدليك و داخل عقلى تترتب العديد من الأمور والأفكار ..يبدو أوسع .. من عدة أيام كنت أخشى عليه من الزحام والأنفجار .

يشبه ذلك النشوة التى تتملكنى عندما ننتهى من تنظيف حجرات المنزل ..

التخلص من الغبار !

شيكا بيكا و بولوتيكا و مقالب انتيكا*
ولا تزعل و لا تحزن
اضحك برضه يا ويكا
هاهاها على الشيكا بيكا

, أشعر برضا وأمتنان أكثر لتلك الصدفة التى منحتنى فرصة التواجد فى الشارع فى مثل هذا الطقس المفآجىء .. السىء بالنسبة للأخريين .

, كأنها أحد عروض السيميوليتور simulator و وحدى من يرتدى نظارة المحاكاة و نسوها

... أستمتع بالعرض وحدى ..أنظر اليهم بشفقة طفلة.



*الجزء باللون الفاتح مقتبس من شيكا بيكا لصلاح جاهين

5 comments:

shakespearian girl said...

soo nice lolo, i like it as i always like ur thoughts & all ur writings, but this one is nice & the parts from Jahine's makes soo nice..
waiting for moreeee

KING TOOOT said...

الشتا مايجيش صحيح غير بالمطر
و كأنه دمع عيون قمر قلبه أنفطر
فيه ناس تحس في المطر حضن و دفا
و ناس تحس فيه غموض رعب و خطر
وعجبي
KING TOOOT

Rivendell** said...

الله ... جميييلة .. حسيت بتكتكة البرد فيها وبدفا الميكروباص

walaaz said...

فتاة شكسبير
أو العزيزة هند

ربنا يخليكى ليا دايما رافعة معنوياتى فى السما كدا :d

روز ..هبة

والله هحاول يا هبة ..بس النصيحة بالمثل ليكى
مرورك بيسعدنى متحرمنيش منه :)

king toot

أنا عند رأيى أنك فعلا كينج ..ومش أى كينج كمان .. ربنا يديم عليك موهبة الشعر الجميلة دى

غواص بحر الأمل

شكرا يا جميل ;)

Gid-Do - جدو said...

ولاء

مبروك المدونة ـ انا قريت تدويناتك التلاتة وبدون مجاملة شايف مشروع اديبة ـ انا لاعرف فى مجال النقد الادبى الالف من كوز الدرة ـ لكن الجواب بيبان من عنوانة اشكر حضورك وكتابة تعليق فى مدونتى ـ تحياتى