Sunday, August 5, 2007

بالعكس

استيقظت منتعشة جدا بسبب كابوس !
انتعاشى انى قبل ان اختنق من بشاعة الحلم فتحت عينى لأكتشف ان كل ما حدث كان فى الخرافة
الحمد لله .. رددتها حتى ذهب الأنقباض
حتى الموجة الحارة أنكسرت .. ويعنى هذا انى سأستمتع بـ (تنفس) هواء حقيقى (متحرك) أثناء نشر الغسيل
ستشكل نكهة الملابس المبتلة مزيجا رشيقا مع رائحة النسكافيه
فى الخلفية رتبت أغنية من مسرحية كارمن عندما كان أحدهم يقرأ لها الفنجان ثم مجموعة من جوليا بطرس ثم (قلت بكتبلك ) بصوت أميمة خليل , بعدها بساعة أصبحت بصوتى وانا ادندنها لنفسى فى المترو
كان الجميع - كالعادة - يتحركون بتلك السرعة الجماعية الصباحية على سلالم المترو وأبوابه صعودا ونزولا .. يشبهون مزرعة من نبات القصب والنخيل عندما تشتد فوقها الرياح فتتحرك بجماعية متدرجة كلحن بيانو
لم أرغب فى كسر اللحن أو أن أبدو كنغمة شاذة فكنت أتحرك بنفس السرعة بالرغم من انى لست ذاهبة الى عمل مثلا أو دراسة .. فقط للسؤال عن أمر ما هنا وآخر هناك أعود بعدها لممارسة بطالتى المؤقتة (ان شاء الله )فى بعض أعمال المنزل والقراءة والبحث والتفكير ومحاولة رسم المستقبل
أردد دعاء الركوب بعد خمس محطات عندما أشعر انى قلته بآلية سخيفة وانا أركب
يمكنك أن تضبط نفسك متلبسا عدة مرات يوميا بتحويل العبادات الى مجرد عادات
أنا متفألة جدا ( أو ان هذا ما أريده حقا) ولن أقبل زحف الأيام الكئيبة مرة آخرى .. اكتفيت منها الأسبوع الماضى
أتمنى ان تنكسر دائما موجات الحر وتذل ولا ترينا وجهها ولهيبها مرة أخرى
يا رب أدم علينا نعمة أبصار نعمك والأحساس بها , ونقى نفوسنا من السخط وقلة الصبر .. اللهم اغفر لنا زلة التوكل على غيرك .. اللهم انت حسبنا ونعم الوكيل
يشغل فكرى أمر حيوى تلك الأيام ... لماذا لم تظهر الكمثرى بالأسواق حتى الآن ؟ تتخلى عنا فى مثل هذة الجو ..الندلة
-------
هنا، عند منحدرات التلال،
أمام الغروب وفوهة الوقت،
قرب بساتين مقطوعة الظل
،نفعل ما يفعل السجناء،
وما يفعل العاطلون عن العمل
نربي الأمل
محمود درويش