Friday, December 14, 2007

أكتشاف




النهاردة يا أخ مرسى , هنتكلم عن القيم المطلقة

أنا محبش أتكلم عن حد وهو مش موجود

Wednesday, November 28, 2007

دمـــوع البــصــــل





ينبئني شتاء هذا العام أن ما ظننته

شفاي كان سُمي

وأن هذا الشعر حين هزّني أسقطني

ولست أدري منذ كم من السنين قد جُرِحت

لكنني من يومها ينزف رأسي*


أنا قليلة الصبر على الدراما التلفزيونية .. لا أتحمل ان أجلس قرابة الساعة لمشاهدة حلقة (كاملة) من مسلسل أى كان , وبالطبع خارج نطاق استمتاعى أن اتابع حدث طويل ممتد الى 30 حلقة .. 30 يوم , ليه يعنى ! .. لذلك عندما صادفتنى نهال عنبر وهى تصف لزوجها انها (مخنوقة مخنوقة مش قادرة .. عايزة أعيط ومش عارفة ) وكان واضحا ان من يقوم بدور الزوج الحنون قد ألحق فشلا بآخر فى محاولات اخراجها من تلك الحالة حتى ذهب بها الى مطعم تشى توتو الذى يمتلكه سمير غانم وفاروق الفيشاوى أبطال المسلسل .. تذكرت انى شاهدت دقيقتين من حلقة اليوم السابق من نفس المسلسل وأستنتجت انها حلقات منفصلة وأغرانى ذلك بالمتابعة الى جانب طبعا شوقى لمعرفة أى طريقة مبتكرة سيخرج بها الثنائى صاحب المطعم زبونتهم من أحزانها أو بشكل أدق كيف سيخرجوا أحزانها الحبيسة منها ...

يبدأ نجاتى أو سمير غانم بالمحاولة .. يحكى لها بتأثر عن أحزانه وذكريات مؤلمة من حياته .. فتكون النتيجة ان تنطلق منها ضحكات بدلا من الدموع

ويستمر من محاولة فاشلة الى أخرى حتى انه ينصح زوجها ان يلطشها ألمين .. فتكون النتيجة ان تردهم اليه عشرة !

ثم يأتى عادل او فاروق الفيشاوى بالحل !

يذهب الى الزوجة بطبق يحتوى بصلتين و سكين ويطلب منها ان تبدأ فى تقطيع البصل ويبدأ هو فى التحدث كساحر فى خطبة قصيرة يحسها ان تتذكر كل أحزانها وكل ذكرياتها المؤلمة .. كل الأعزاء الذين رحلوا والذين خدعوا , تذكرى البؤساء فى كل انحاء العالم , من لا يجدون الطعام , المرضى والمشوهين .. وهكذا

وتنجح طقوس البكاء تلك فى أطلاق دموعها ثم شفاءها .

المسلسل ليوسف معاطى ويدور فى أطار كوميدى .. الطرح الكوميدى لفكرة الأحزان والوجع يحتاج قدر من الأبداع فعلا .

باقى الحلقة يدور حول جعل المطعم ككل يغرق فى دموع زبائنه بتقديم خدمته الخاصة جدا بطريقة طقوس البكاء .

فى أضواء خافتة و ترابيزات ممتلئة عن آخرها برواد مشتاقين الى الدموع يبدأ الندلاء بتقديم الطبق الأفتتاحى .. بصلتين وسكينة .. ويحث عادل الرواد على أخراج ما فى نفوسهم الممتلئة بالهموم .. ويبدأ الجميع فى التقطيع والنحيب والدموع .

الرواد من كل الأعمار والطبقات , ليوثق حقيقة ان لكل همومه .

وحيث يجلس رجل كبير وقور نعرف فيما بعد انه سيادة المستشار يستأذنه 3 من الشباب المكتئب الساعى الى الدموع فى مشاركته المائدة لأزدحام المكان (لاحظ شاعرية الوصف .. شباب مكتئب .. شباب يائس , هناك شىء خاطىء الا يبدو لنا الوصف مستهجنا .. اعتدناه! )

يفزع الرجل لفكرة ان يأتى من هم فى أعمارهم لمكان كهذا وأمامهم من العمر قدر ما أستهلك هو الذى لم يعد أمامه الكثير.. فتبدأ مشاهد تعريفنا بهم وبهمومهم .. خريجين أداب وتجارة وفنون مسرحية .. الأول اليوم خطوبة حبيبته الى عريس جاهز لأن ابيه كراجل كبير محترم مثل سيادة المستشار هزأ من رغبة ابنه فى التقدم ليخطب حبيبته ووالدها راجل كبير محترم مثل ابيه وسيادة المستشار كان سيرفض حتما شاب فى أول طريقه مثله ..

الآخر أعياه البحث عن عمل وقتل أحلامه .. خرب من الداخل لكنه مازل يمثل التماسك اما اسرته التى تعقد عليه امالا .. وعندما استفهم المستشار لماذا لم يلجأ الشاب الى احد من أقاربه المهمين ليتيح له فرصة عمل أجابه بسخرية ممزوجة بألم بأنه أهم واحد فى عيلته و ان أحلاما تبنى عليه .

الأخير موهوب كتب فيلما واعد السيناريو وذهب به الى منتج او مؤلف كبير الذى يسرق منه عمله ليفجأ به فى دور عرض السينما باسم شخص آخر .

ثم فى مشاهد قصيرة لا قيمة لها يخبرنا عادل ونجاتى انهم قاموا بحل مشاكل هؤلاء الشباب .

عقدت مقارنة حينها أغاظتنى .. لماذا يصر كتاب الدراما على أظهار الجامعيين المحبطين المتخبطين فى الحياة من خريجى كليات التجارة و الأداب وأحلامهم المهشمة.. و عندما يميلوا للتغير يبدأوا بالمهندسين ثم الأطباء حديثى التخرج ... وعندما يذكرون الصيادلة فهم فى الغالب قتلة وفاسدين ! حتى الأحباط مش واخدين فرصتنا فيه .

تذكرت حكاية صديقتى مرة عن اندهاشها من كثرة الباكين فى وفاة جدتها حتى انها ابدت دهشتها لأمها انها لم تكن تعرف ان جدتها العجوز تعنى الكثير لهؤلاء غير القريبيبن .. فأخبرتها والدتها عن السر المعروف .. كل واحدة بتفتكر اللى ماتولها وتعيط عليهم مش على جدتك .

انت تبكى لأحزان الأخرين عندما تلتقى مع جزء من همك .. يستفز المشهد المؤثر دواخلك الحزينة أو المستكينة , تبتل الرواية فى يديك عندما ترى نفسك او عزيز عليك فى موقف بطلها وليس تعاطف برىء مع مجهول وهمى .

الآن بين أيديكم الوصفة .. ألتزموا فقط بالطقوس .. جو هادىء , ضوء خافت و تجنبوا الأماكن المفتوحة .. وفرة الأوكسيجين تسبب البهجة .

لا تنسوا المحارم الورقيةالـ soft tissues

وطبعا البصلتين والسكين !



الحقيقة مذهلة زى الخيال .. والمشاكل كلها علو الجبال*

والسكك بتضيق علينا .. واختيارنا بين أدينا

وأحنا عارفين من زمان !


*من قصيدة لصلاح عبد الصبور
* من أحدى مسرحيات محمد صبحى



Monday, November 12, 2007

مش كلمة على ورق

فى كل مرة أستمع الى جوليا فى كلمة على ورق اتذكر تلك الصورة تحديدا .. وفى كل مرة أرى هذه الصورة اتذكر هذه الأغنية دون غيرها
يبدو ان عقلى الباطن أقتنع أن النظرة البسيطة الرائعة فى عينيها هنا هى الأنسب لنغمة صوتها الوردية فى ( يمكن أنت بتحب مثل كل الناس .. وأنا ببالى الحب حلم ما بينقاس )

هذه الدندنة أحتفالا بتغيير لون وستايل المدونة
أكتفينا كآبة من الأزرق بدرجاته
أهلا ايها اللون الجديد
:)

Tuesday, November 6, 2007

Friday, October 26, 2007

شتاء دافىء قادم




لم أحاول هذه المرة ادعاء السعادة ..كنت أمارسها فعلا.

لم يزعجنى ارتفاع صوت كاسيت السيارة كما اعتدت ان تعرف عنى .. ولا هزاتها الشديدة عند صعودنا ملفات المقطم جعلتنى اصاب بالصداع الذى كنت دائما تفسره (دى انيميا ,,لازم تاكلى كويس عشان انا كدا قلقان عليكى) كانت تناسبك تلك الانسانية وقتها !
لأول مرة منذ عدة مواسم صيفية يفوق صوت ضحكى صوت ضحكات اصدقائى ...مروة قالت ان السيارة تهتز من صوت ضحكنا العالى وليس من ملفات الجبل الخطرة واحنا طالعين لفوق .."كنت فاكرة انى معاك فوق كل قمم الشجر .

قرأت ذات مرة ان اصعب من الحزن انتهاء الحزن
تألمت بشدة حينها ..أيعنى هذا انه حتى بعد انتهاء حزنى سيتوجب على ان اعيش فى هذا( الاصعب ) الى الأبد ! ..تعجبت هذا الارتباط العميق بينك وبين القسوة.. الا تكفينى قسوة البعد وحدها؟

لكنى اكتشفت انه بينما انا منشغلة فى الحزن عليك تسرب احساس اخر ..انتظر حتى يجد مساحة شاغرة ليعلن عن نفسه ...صعب ان يحيى الانسان (فارغا) من الاحساس ..حتى لو كان قد اعتاد اخر احاسيسه ..الحزن .

أتذكر عندما كنت أردد انى أعشق المطر؟ وانى أشعر ان الشمس تكرهنى دون مبرر ..
منذ اسبوعين اكتشفت الشمس...رقيقة وحنينة ..كلما سرت فى ضيها اضم يدى وافردها تهمس لى ( انتِ جميلة ,,أنتِ حرة )
خطواتى تحت الشمس طلعت اجمل من رعشة رجلى تحت المطر


ضحك اصحابى وتراب الارض فوق الجبل و ضى الشمس على ملامحى ...كل الحاجات دى عَرفت احساسى الجديد ..انا بعدك ...حرة



أكتوبر2006

Monday, October 22, 2007

أستئناف

بعد محاولات فاشلة مع النوم .. أستئنف مسائى بالقراءة مع الأستماع
وجدت بين القصاقيص الصغيرة تلك التى أجمعها على صفحات ورد فى ملفاتى الخاصة .. وجدت تلك
توقيت مناسب جدا لى لقرائتها

لا تبك على فائت" من كتاب "جدد حياتك" للإمام محمد الغزالى رحمه الله

"إن ((دايل كارنيجى)) يلجأ إلى العقل ليصل بنا إلى الغاية فيقول:

(من الممكن أن تحاول تعديل النتائج التى ترتبت على أمر حدث منذ 180 ثانية , أما أن تحاول تغيير الأمر فهذا هو الذى لا يعقل . وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بواسطتها أن تصبح الأحداث الماضية إنشائية مجدية . تلك هى تحليل الأخطاء التى وقعت فى الماضى والاستفادة منها ثم نسيانها تماما .

أنا أؤمن بهذا تماما , ولكن هل ترانى أملك الشجاعة دائما لأفعل ما أؤمن به ؟! ثم قال حدثنى ((سوندرز)) أن مستر ((براندوين)) مدرس الصحة بكلية ((جورج واشنجتون)) علمه درسا لن ينساه أبدا , ثم قص على قصة هذا الدرس فقال : لم أكن بلغت العشرين من عمرى , ولكنى كنت شديد القلق حتى فى تلك الفترة المبكرة من حياتى ,فقد اعتدت أن أجتر أخطائى , وأهتم لها هما بالغاً . وكنت إذا فرغت من أداء امتحان وقدمت أوراق الإجابة , أعود إلى فراشى فأستلقى عليه , وأذهب أقرض أظافرى وأنا فى أشد حالات القلق خشية الرسوب , لقد كنت أعيش فى الماضى وفيما صنعته فيه , وأود لو أننى صنعت غير ما صنعت , وأفكر قيما قلته من زمن مضى , وأود أننى قلت غير ما قلت .

ثم إنى فى ذات صباح ضمنى الفصل وزملائى الطلبة , وبعد قليل دلف المدرس (مستر براندوين) ومعه زجاجة مملوءة باللبن وضعها أمامه على المكتب . وتعلقت أبصارنا بهذه الزجاجة , وانطلقت خواطرنا تتساءل : ما صلة اللبن بدروس الصحة , وفجأة نهض المدرس ضارباً زجاجة اللبن بظهر يده فإذا هى تقع على الأرض ويراق ما فيها , وهنا صاح مستر (براندوين) : لا يبكى أحدكم على اللبن المراق . ثم نادانا الأستاذ واحداً واحداً لنتأمل الحطام المتناثر والسائل المسكوب على الأرض , ثم جعل يقول لكل منا: انظر جيدا إننى أريد أن تذكر هذا الدرس مدى حياتك , لقد ذهب اللبن واستوعبته البالوعة , فمها تشد شعرك , وتسمح للهم والنكد أن يمسكا بخناقك فلن تستعيد منه قطرة واحدة . لقد كان يمكن بشىء من الحيطة والحذر أن نتلافى هذه الخسارة . ولكن فات الوقت , وكل ما نستطيعه أن نمحو أثرها وننساها ثم نعود إلى العمل بهمة ونشاط ) ."


هذا المساء


منذ ساعتين أستقبلت تلك المقطوعة التى لم أعرف لها اسما بعد
هل مساحة الشجن بها زائدة أم أن الأمر يتعلق بى ؟
لا أدرى .. لا أدرى لماذا أيضا أعيد تشغيلها الآن للمرة التاسعة ربما

Friday, October 19, 2007

صبر صامت


ترص أوراقها وتبدأ.. تبدل الأقلام فى تتابع عشوائى أنيق .. البحر بعيد الآن والسماء أبعد , تبكى للحظات باللون الأزرق .. تعود لتبدو متماسكة فى الأخضر و تزدحم الأحلام فوقه .. تنهيدة رمادية للغد المتأخر... يتمرد الأحمر فوق الصفحات ويحرر صرخاتها لتنطلق فى كل اتجاه واللا اتجاه كشخبطته الأرتجالية ربما يراه\يسمعها أحد ... تتقطع انفاسه\ يبح صوتها ... خطوط أخيرة قبل رحيله, وردية كالحنين .. ينتهى وتستأنف بنقش فارغ وأنين مكتوم .
تعود أنفاسها للأنتظام فى خفوت مستندة الى عبرات قلمها الأزرق
.
.
.

ينقر فوق مكتبها فترفع الأوراق المنتهية له .. وترفع رأسها لنفسها
انتى ازاى بتقدرى تفضلى هادية و مركزة فى الشغل كل الوقت دا ؟
بأبتسامة هادئة منهكة تستقبل اندهاشه ولا تجيب
.

Monday, September 24, 2007

Sunday, August 5, 2007

بالعكس

استيقظت منتعشة جدا بسبب كابوس !
انتعاشى انى قبل ان اختنق من بشاعة الحلم فتحت عينى لأكتشف ان كل ما حدث كان فى الخرافة
الحمد لله .. رددتها حتى ذهب الأنقباض
حتى الموجة الحارة أنكسرت .. ويعنى هذا انى سأستمتع بـ (تنفس) هواء حقيقى (متحرك) أثناء نشر الغسيل
ستشكل نكهة الملابس المبتلة مزيجا رشيقا مع رائحة النسكافيه
فى الخلفية رتبت أغنية من مسرحية كارمن عندما كان أحدهم يقرأ لها الفنجان ثم مجموعة من جوليا بطرس ثم (قلت بكتبلك ) بصوت أميمة خليل , بعدها بساعة أصبحت بصوتى وانا ادندنها لنفسى فى المترو
كان الجميع - كالعادة - يتحركون بتلك السرعة الجماعية الصباحية على سلالم المترو وأبوابه صعودا ونزولا .. يشبهون مزرعة من نبات القصب والنخيل عندما تشتد فوقها الرياح فتتحرك بجماعية متدرجة كلحن بيانو
لم أرغب فى كسر اللحن أو أن أبدو كنغمة شاذة فكنت أتحرك بنفس السرعة بالرغم من انى لست ذاهبة الى عمل مثلا أو دراسة .. فقط للسؤال عن أمر ما هنا وآخر هناك أعود بعدها لممارسة بطالتى المؤقتة (ان شاء الله )فى بعض أعمال المنزل والقراءة والبحث والتفكير ومحاولة رسم المستقبل
أردد دعاء الركوب بعد خمس محطات عندما أشعر انى قلته بآلية سخيفة وانا أركب
يمكنك أن تضبط نفسك متلبسا عدة مرات يوميا بتحويل العبادات الى مجرد عادات
أنا متفألة جدا ( أو ان هذا ما أريده حقا) ولن أقبل زحف الأيام الكئيبة مرة آخرى .. اكتفيت منها الأسبوع الماضى
أتمنى ان تنكسر دائما موجات الحر وتذل ولا ترينا وجهها ولهيبها مرة أخرى
يا رب أدم علينا نعمة أبصار نعمك والأحساس بها , ونقى نفوسنا من السخط وقلة الصبر .. اللهم اغفر لنا زلة التوكل على غيرك .. اللهم انت حسبنا ونعم الوكيل
يشغل فكرى أمر حيوى تلك الأيام ... لماذا لم تظهر الكمثرى بالأسواق حتى الآن ؟ تتخلى عنا فى مثل هذة الجو ..الندلة
-------
هنا، عند منحدرات التلال،
أمام الغروب وفوهة الوقت،
قرب بساتين مقطوعة الظل
،نفعل ما يفعل السجناء،
وما يفعل العاطلون عن العمل
نربي الأمل
محمود درويش

Monday, July 23, 2007

ليلة سفر برائحة قسم الأستقبال

Photo Sharing and Video Hosting at Photobucket
وفجأة .. و ببعض المؤثرات الخارجية أو بدونها ... تشعر أنك جزء منك
يعنى انت مش انت كلك على بعضك
كومت نفسك فى ركن , زى ما تكون واخدها فى جيبك ولا فى المحفظة وماشى بيها .. هى معاك وملكك لكن فى نوع من الأنفصال
ما علينا


المهم
أولا ... أخيرا التخرج , و جآءت النتيجة فنزعت لقب طالب و منحت وسام لقب عاطل .. حاجة كدا زى ترقية الرتب فى الجيش والشرطة
يلا باركولى
مبروك على مجتمع الصيادلة أنضمام صيدلانية نابغة مثلى اليهم


ليلة سفر
الى مرسى مطروح ... حتى الأجازة والراحة تتطلب أستعداد وترتيب
أيقظنى االهاتف أو النداء الداخلى فى اليوم السابق للسفر قبل ميعادى ليخبرنى أنى لم أعد حقيبتى بعد
أعتقد يوم كافى لتجهيزها وشراء أى نواقص ... لكن اليوم كان مقطوع فى منتصفه بمشوار جه بالصدفة
والصدفة هنا صفة ألتحقت بأكثر من مشهد من أحداث باقى اليوم
أركب الباص الأخضر المكيف ثم أخبر السائق ( لو سمحت عايزة أنزل عند صيدلية العزبى ) , وأكدت عليه أنى لا أعرف المكان حتى ينبهنى قبل الوصول ... لاحظ هنا أن من وصفت لى المكان أخبرتنى رقم الشارع وأكثر من معلم هناك من بنك ومحلات وسوبر ماركت و صيدلية فأخترت أنا بالأنتخاب الطبيعى الأخيرة لتكون هى دليلى الى المكان ... جرب أن تطلب من أى صيدلى أو طالب صيدلة أن يصف لك عنوانا هستجده يخبرك تلقائيا بين كلماته بانه جنب صيدلية كذا ... الشارع اللى على ناصيته صيدلية كذا ..
أستدير لأجلس فتبحث عينى كالعادة بين الأماكن الفارغة عن كرسى يكون بجوار فتاة .. بمجرد أن أجلس تسألنى ( انت نازلة فين ) بدلا من أن أجيبها بـ ( انت مالك ) أخبرها عن جهتى فأجد انها تريد النزول فى محطة بعدى وكانت ترغب فى الأستعانة بى فى معرفة المكان فأجيبها بأن جهلى لا يقل عنها فى هذا الشأن وأنصحها بالأستعانة بأهل الخبرة ... السائق
على عكس ما توقعت .. ينتهى مشوارى سريعا وأتخبط ثانية فى سكة الرجوع
كم مرة قد يحدث معك أن يكون السائق الذى ركبت معه فى سكة الرحيل هو نفسه فى سكة العودة ؟
ولماذا عندما أصعد أجلس بجوار فتاة لتسألنى ( انت نازلة فين ) بذات الأسلوب السريع للفتاة الأولى
أجاوب بنوع من القلق وبداخلى أهمس ( هو فى ايه النهاردة ) ... فأحصل على أجابة مختلفة تلك المرة .. ستنام وتريد أن أوقظها قبل محطتها التى هى نفسها مقصدى
حسنا ...سأكون ذات نفع هذه المرة .. تذكرت نصيحة صديقتى , كونى أكثر حرصا مع الغرباء ... هحاول
أنتبه من شرودى المعتاد فى الموصلات على صوت الجالس على يسارى ( كان المكان الوحيد المتبقى لى هو فى كنبة المينى باص للأسف وكانت الفتاة على يمينى بجوار الشباك ) كان موجها حديثه لى بأن ( يظهر فى حادثة فى الطريق ) أنتبهت حينها فقط أننا لم نتحرك من مكان ركوبى سوى أمتار قليلة وأن الطريق الذى مررت فيه منذ ساعة بيسر أصبح متشابكا .. لكن لم يحفزنى ذلك على الرد عليه واكتفيت بتحريك رأسى و تجاهلته بتقليب صفحات الكتاب الذى كنت أحمله فى يدى , فألتفت هو محدثا الجالس على يساره بنفس العبارة... حسنا , نصحنى صديق من وقت قريب أن أستبق سوء الظن أذا حدثى رجل غريب فى الشارع أو المواصلات ( وان كان حتى مظلوما فلن يهينه التجاهل ) , ولم أكن فى حاجة الى توصية فى هذا الشأن بالفعل .. وصفتنى زميلة مرة أنى ممن يجيدون نظرة التجاهل تلك لأى شىء أو شخص أرغب فى تغيبه .
وكما توقعت كان زحام الشارع أغلبه من المتفرجين على الحادث أكثر منه من الحادث نفسه , وفى اللحظة التى مر فيها المينى باص بموقع الحادث فى بطء هب أكثر من نصف الركاب وقوفا لأشباع فضولهم فى مشاهدة تفاصيل أكثر .
أعتدت مقاومة فضولى فى ما لا يخصنى حتى أصيبت حاسة الفضول عندى بالضمور , لكن لم يمنعنى ذلك من ألقاء نظرة قصيرة من الشباك المجاور لأجد بقعة من الدماء على الأرض بجوار موتوسيكل وأحدهم يعكف على تنظيفها برشها بجردل مياه ( ألم يكن من الأفضل أنتظار وصول الشرطة ؟ ) كان بينى وبين الشباك تجلس الفتاة مغمضة عينها لم تكن نائمة لأنها أعتدلت و أشتركنا فى رؤية نفس المشهد ثم أغمضت عينيها مرة أخرى , وكنا حينها قد عبرنا من أختناق الحادث وزاد السائق من السرعة .. لكن يبدو أن الأمر لم ينتهى معها عند ذلك الحد كالباقين
بعد لحظات مالت برأسها للأمام ودخلت فى نوبة سعال حادة
كنت أصلا قد عدت لشرودى ولم أنتبه لسعالها الى عندما ألتفتت راكبة تجلس أمامنا و مدت يدها بزجاجة ماء لى لأوصلها للفتاة .. كانت نوبة الكحة قد أنتهت أصلا و سألتها أنت كانت تريد ماء فلم تجب و برأسها المائل للأمام مستندا الى ظهر الكرسى الذى أمامها بحيث لا ارى وجهها , حركته حركة خفيفة فهمت منها أنها لا تريد ثم بدى لى أنها عادت الى نومها
بعد دقائق نظرت للفتاة ودفعنى هاجس ما الى التحدث اليها .. لم تجب .. اذا كان نومك ثقيلا فلا تغفو فى المواصلات العامة
خبرتى الصغيرة أخبرتنى ان هذا ليس نوما , ربت على كتفها لأوقظها .. لا شىء .. فلأجرب تحريك رأسها .. أستسلام تام لحركة يدى دون أى مقاومة
رائع .. أنه أغمــــــــــاء
سألنى الرجل الجالس الى يسارى ( فى ايه ؟ ) فلم أتجاهله هذه المرة أخبرته بهدوء انها مغمى عليها فأصابه الفزع وترك كرسيه و أنا أطلب منه ذلك لأنى أردت ان أمدد جسدها فى وضع الأفاقة على الكنبة , الرأس فى مستوى الجسم والقدم الى أعلى , و تحرك بين الكراسى يطلب من الركاب زجاجة ماء وناولنى أياها , لم أنتبه وقتها الى أن أكثر الركاب قد انتبهوا للأمر وبدأت الأسئلة القلقة تصل الى أذنى من كل اتجاه ( هى مالها ؟ ايه اللى حصل ؟ انتى تعرفيها ؟) كنت محتفظة بهدوئى نوعا ما ومندمجة فى طقوس الأسعافات الأولية وشاركنى من الركاب شاب أخبرنى انه طالب فى طب ...
.. كنت أتوقع الأحداث التالية وانى سأنجح فى أعادتها الى وعيها , حقيقة تعرضت الى نفس الموقف بظروف مختلفة عدة مرات خلال الشهور الأخيرة ... منذ أسبوعين كنت أسير فى وسط البلد و أصيبت فتاة صغيرة بأغماء بسبب شدة الحر ونجحت معها .. منذ شهرين مع زميلة فى الكلية .. وقبلها بشهور مع فتاة أخرى فى طريق الجامعة عند مكتبة تصوير وكنا مجموعة كبيرة من صديقاتى تشارك بعضنا فى أفاقتها وفزع الباقين , وكانت حادثة نتندر بيها فى اليوم التالى بعد محاضرة الأسعافات الأولية التى كنت أتغيب عنها بأستمرار وكان يلتزم بحضورها بعض من فزعوا فى اليوم السابق
هل أصبحت البنات تصاب بفقدان الوعى بكثرة أم ان الأمر يتعلق بحظى ؟
فلنعتبر أن الأمر صدفة أخرى
نعود الى فتاة المينى باص .. أستردت جزء بسيط من وعيها وفقدته مرة آخرى .. وزادت عليه الدخول فى نوبة تشنج وضيق تنفس .. حينها كان الركاب قد أفلحوا فى أقناع السائق بالوقوف , و أقترب منى شاب ثلاثينى و سألنى أذا كانت تستطيع الحركة حتى ننقلها الى تاكسى ينقلنا الى مستشفى لأن سائق الأتوبيس يرفض تغير مساره ليوصلنا الى مستشفى .. أخبره انه غير ممكن ويجب حملها
كان جسده نحيلا لكنى فوجئت به يعرض انه سيحملها الى التاكسى وبالفعل كان يبدو انه يبذل مجهودا شاقا ليحملها ونقلها الى تاكسى كان قد أوقفه طالب الطب , كانت فتاة أخرى قد تبرعت بحمل حقيبة الفتاة وحذاءها وحقيبتى ونزلت معنا من المينى باص .
داخل التاكسى كان المشهد سينمائى .. فى المقعد الخلفى كنا ثلاث فتيات أنا الى اليسار و فى المنتصف فتاة فاقدة الوعى تعانى تشنجات ورأسها مستند الى كتفى والى اليمين فتاة تحمل حذاء و ثلاث حقائب يد فوق قدمها
فى المقعد الأمامى الشاب الذى تطوع بحمل الفتاة ينهج ويطلب من السائق ان يوصلنا الى أقرب مستشفى .. و سائق شاب ايضا يسألنا ( هى مالها؟ ) و يخبرنا باسم المستشفى التى يقودنا اليها .
لم يكن أى منا نحن الخمسة يعرف حتى اسم الآخر
عند وصولنا أسرع الشاب لطلب كرسى متحرك من أستقبال المستشفى , عندما عاد كان يبدو متحرجا من ملامسة الفتاة وحملها مرة آخرى وطلب منا ان نحاول نقلها الى الكرسى .
رفض السائق أخذ أجرة عندما فهم اننا متطوعين , و نادى الفتاة الأخرى معى وهمس اليها ان تنزع أى خواتم ذهبية مع الفتاة فاقدة الوعى حتى لا تسرق فى المستشفى .
عند وصول طبيب الأستقبال شعرت بشىء من الرضى , سيتولى الأمر من هو أكثر خبرة منى ..
لكنه لم يزد شيئا على ما فعلته سوى قياس الضغط ثم شرح لى ان الأمر سيكولوجى وأن الفتاة تعانى أزمة نفسية ما , و أستنتجت انا أن رؤية الدماء على الطريق أثناء الحادث كان حافزا لخروج هذا القلق النفسى من قمقمه ... ومع أزدياد تشنجاتها فى غرفة الأستقبال بدأت أفكر انها ربما مقبلة على انهيار عصبى .
كنت طيلة الوقت منذ كنا فى المينى باص ثم التاكسى ثم الأستقبال قد أخرجت هاتف الفتاة المحمول من حقيبتها و أتصلت بآخر رقم اتصل بها اتضح انه مديرها فى العمل و تحدثنا عدة مرات و أخبرنى انه فى الطريق إلينا .
سألنا الطبيب – أنا والفتاة الأخرى داخل غرفة الأستقبال - عن اسم المريضة فأخرجت هاتفها المحمول أتصلت بمديرها مرة آخرى لأسأله عن أسمها , فعلق الطبيب ضاحكا ( أمال انتوا مين ؟ ) رويت له القصة كاملة بأقتضاب
طلب منا أن ننتظر حتى وصول أى حد من أقارب الفتاة قبل أن ننصرف ولم نكن بحاجة الى أن يطلب منا أحد ذلك
سكت لحظة ثم .. ( على فكرة اللى انتوا عملتوه دا عمل بطولى )
لم أعرف لما أتفقنا انا والفتاة حينها فى رد واحد هو أبتسامة بضحكة قصيرة , بالتأكيد لم يكن هذا هو الرد المناسب .

بداخلى كنت أشعر ان الفتاة الأخرى فعلا بطلة , هى لا تعرف أى شىء عن أى شىء وكانت عائدة متعبة من عملها وتطوعت بالنزول معنا والتوجه للمستشفى دون أن تسأل عن أى شىء , ما أدراها اننا لن نكون سوى عصابة مثلا تختطفها فى التاكسى؟
الشاب الثلاثينى أيضا .. ظهر فجأة من العدم وحمل فتاة تفوقه وزنا وتبرع بدفع تذكرة دخول المستشفى وبقى جالسا بالخارج كأنسان مسئول عن ثلاث فتيات لا يعرف أسمائهن حتى تأكد من وصول ذوى الفتاة فاقدة الوعى ثم رحل دون أن ينتظر ان يشكره أحد أو يرد له ماله .. أختفى برفق كما ظهر بهدوء حتى أنى لا أستطيع تذكر ملامحهه أو كيف يبدو .. بدى كملاكا حارسا .. أو ربما كرسالة ما ..
هو و الفتاة وسائق التاكسى و الرجل الذى تجاهلته فى المينى باص , مدير الفتاة فى العمل, حتى ممرض المستشفى .. تدريجيا كانت الأيام على أحداثها ( على المستوى العام و الخاص ) تزيد مساحات الشك لدى وتخنق الثقة .. كنت أشعر انى أصبحت شخصا شكاكا لا يتوقع الخير من أحد و قليلة الثقة بأى غريب أو قريب .
ربما أنا أكتب أحداث ذلك اليوم أصلا كى أنقل لكم تلك الرسالة ..
أرغب فى شكر كل منهم بشدة و أعرف ان لا سبيل لرؤيتهم مرة آخرى
أرتسمت بيهم ألوانا زاهية فوق لوحة أحساسى .. ظهر ضى بسيط فى ركن الشعور بالأمان المظلم فى أغلب الأحيان
.

بعد وصول مدير الفتاة فاقدة الوعى و معه شخص آخر , أحد موظفى المكتب فيما يبدو , أمر الطبيب بنقلها الى أحد حجرات المستشفى الأخرى وتعليق المحاليل ..
عندما جاء المدير ليشكرنا طلبت منه أن يتصل بأم الفتاة أو أختها أو أى من أسرتها و أكملت الفتاة الأخرى ( دون أتفاق بيننا أيضا ) بأننا سننتظر حتى وصول أختها ... التى تأخرت أكثر مما توقعت .
أثناء ذلك الأنتظار وفى الحجرة التى نقلت إليها الفتاة , كانت هى ترقد مغمضة وكنا نجلس أنا والفتاة الآخرى الى طرف السرير وكانت هناك فرصة لتبادل التعارف لأول مرة .. تعارفنا بالأسماء .. أخبرتنى انها عائدة من عملها , تحدثنا عن العمل, عملها و أنى تخرجت من شهر ولم أعمل بعد وعن خطيبها الذى مر شهرين على خطبتهم و أين نسكن و أشياء أخرى
فتحت الفتاة فاقدة الوعى عينها لأول مرة ونظرت الينا بوهن , أعدنا عدل حجابها وربطه بشكل منسق , همست لها بأبتسامة لوم أن ( مفيش حاجة تستاهل تعملى كدا فى نفسك , وبعدين لازم تخلى بالك من نفسك شوية , مينفعش يغمى عليكى فى الشارع و أنت لوحدك محدش عارف كان ممكن يحصل أيه )
سألتها عن عمرها دون سبب .. سنة22 .. قالت الأخرى بصيغة طفولية ( وانا كمان ) وأعدت أنا الجملة بنفس الطريقة ( وانا كمان ) وضحك ثلاثينا لتلك الصدفة .
رأيت فى كل منهم جمالا خاصا فى ملامحها .. سحرا خاصا , كنا ثلاث فتيات فى نفس العمر تفصل بيننا شهور.. الأولى ممددة الى سرير أبيض تحمل أحباطا وحزنا فاق قدرة جسدها على التحمل فأعلن العصيان , الثانية كانت تبدو فى أسعد أوقات عمرها , ملامحها مبتهجة برغم كل شىء.. وكنت أنا بينهم لا أعانى تغلب أى من الحالتين .. أيامى الأخيرة تمضى دون تغلب شعور معين على غيره .. كطعم النسكافيه الذى أشربه فى الصباح بنصف ملعقة سكر .. لا هو لذيذ الطعم ولا شديد المرارة .. معتدل , تقريبا بلا طعم .. لا حزن شديد ولا سعادة حقيقية .. أكتفى منه بنشوة رائحة القهوة .

Sunday, July 8, 2007

shall they dance ?



step out of the ordinary

attractive step




but



what about a new step


with the old partener


that make it complete







Monday, July 2, 2007

ونسيبها نضيفة ليه ؟



الصورة محتاجة توضيح

نظرة على الأرض كدا هتلقيها متغرقة بالماء

ولأن طبعا دا منظر طبيعى فى بلدنا

فلازم يكون فى سبب أقوى دفعنى لتصوير المشهد

الرجل الأبيض اللى واقف دا وقفته كلها شعور بالزهو والرضا عن النفس

ليه؟

لأنه صاحب أنجاز صنع البركة دى بخرطوم ماء موصل بحنفية بيته

لأن قبل تواجده بلحظات كان الشراع فى حالة طيبة لا يعيبه غير المطب المتكسر

وعلى حين غرة ظهر بطل الحلقة وألقى بكيس أو شوال كبير ملىء بالرمل على زلط على جير خليط واضح أن مكانه كان المفترض سلة قمامة

لكنه منح الشرف دا للشارع

وتكملة للمسيرة خرج بخرطوم الماء بعدها بلحظات

ولم يكتفى برش الشارع بحثا عن الطراوة مثلا

لكن أبى ألا أن يجعلها بحيرة تعطل وتبهدل الرائح والغادى

كأنه أخذ على عاتقه تعليم كل من يعبر الشارع فن الأكروبات

نفسى أفهم ليه الأذية دى بس

Saturday, June 16, 2007

يوم للتاريخ ... تاريخى

آخر ليلة امتحان


لأ


آخر ( اخر ) ليلة امتحان


طبعا كنت ممنية نفسى ببوست طويل فى هذه الليلة الفريدة اللى بتتكرر بقالها أكتر من 16 سنة .

.لكن للظروف السابق ذكرها وهى ان فى امتحان بكرة


هنأجل الكلام لبعدين


المهم دلوقت تسجيل اللحظة

أدعولى

تحديث : البوست دا مكتوب يوم 16-6-2007

اللى حصل أن النت فصل وأنا بكتبه

يعنى بعد ما ضحيت بجزء من وقتى الثمين ليلة أمتحان ملحقتش أبعت البوست ... الجميل أنى أكتشفت ان بلوجر مشكورا سجله درافت لوحده - توماتيكى - وقتها

ولأن حضرتى معملتش لوج أن فى البلوج من يومها مخدتش بالى

المعنى ... أنى خلصت خلاص

مبروك

أللطيف أن واحد زميلى بيسألنى أمبارح أنت ناوية على أيه الأيام الجاية

قلتله أنا نزلت شغل وقعدت فيه شوية وسبته لأسباب

أنت لحقتى !!

وحاليا أنتقلت من الأنشغال الشديد الى نوع معقول من الفراغ الممتلىء


Tuesday, May 22, 2007

ناس بتاعة كل يوم

بالرغم من انه من العبث محاولة تفسير تصرفات الأخرين

لكن فى تصرفات بتستوقفنى وتجبرنى على- الدهشة -و الأختناق ..أحيانا كمان بتخلف فى نفسى حالة (جذر) ..فأشعر بالزهد ف المعرفة أو حتى الأقتراب من أصحابها
وأحيانا أخرى بيولد رغبة شديدة فى تفجير علامة أستفهام ضخمة-فى وشهم- تحمل كل ال(ليه!) المنزعجة ..وليدة تصرفاتهم ال(!!!غريبة) ..ما غريب ألا الشيطان

أنا - كتير- لومتنى ولمت صاحبتى على محاولة أرضاء الأخريين ..صعب ترضى كل الناس -, صعب أصلا ترضى أى ناس عددهم أكتر من واحد

وحتى دا غير مضمون

ال(ليه)بقى .. لما فى ناس بتحاول ترضى الناس بزيادة ...
ليه فى الناس اللى بتتعمد تبقى حد بيضايق الناس
ليه حد مجهوداته تكون موجه الى النضال على جبهة (العكننة) على آخرين !

ليه أخرى
هذه الفئة - غير النادرة - ممن (يتحرون) الكذب ..
ليه بيكونوا مزيفين( بأتقان) نقف أمامه لنمارس سذاجتنا بتصديقهم

Tuesday, May 15, 2007

قلق

Photo Sharing and Video Hosting at Photobucket

في قلب الليل
و عزف الصمت متهادي
كموج النيل
في قلب الليل
وبرد الخوف بيتكتك سنان الخيل
وما في حد في الشارع
سوى مهر اتربط جازع
فى شجرة صنت
وأنا…والصمت
وبرد الليل
وخوف الليل

وصهل المهر لم أفهم
أخوف مني أم إتعاجب
سألت المهر لم يفهم
كلام مني و لا جاوب

وكان في عينيه
بريق مني
كأنه كان بيسألني

وقفت أنظر له ينظرلي
وأنظر له و ينظرلي
ولما صار كما خلي

فتحنا ابواب حكاوينا
وتهنا في أغانينا
في برد الليل
وخوف الليل
و حزن الليل

وكان في جيده قيد جارحه
وقيد في جيدي ما لمحه
لكن حسه
أكيد حسه

وفجأة لقيناأحلامنا
وصهل الفجر في عيوننا
مسكت قيوده فكيتها
صهل بمعاني…حسيتها
وصار يجري
و ينساني
و صار يجري و ينساني
وأنا بجري
في طريق تاني
في برد الليل
وخوف الليل
وحزن الليل

وبعد كتير..في ليل تاني
لقيته لوحده من تاني
في جيده يقيده قيد تاني
صهل تاني
ماردتشي!
وباقي لوحدي انا بامشي
في برد الليل
و خوف الليل و حزن الليل
محاولة للخروج من نوبة قلق (صامت) ..اللى هو أنا معرفش ومش حاسة أنى قلقانة ..لكن جسمى قرر التبرع بأستقبال نوبة القلق تلك بدلا منى فى هيئة صداع ودوخة وهمدان مزعج ..
محاولتى فى الأساس كانت الكتابة عنه ..لكن عقلى شار عليا بعدم اتخاذ تلك الخطوة لأنها ببساطة هتزيد القلق ..اللى هو أنا أصلا مش معترفة بوجوده
يمكن عنده حق

Friday, May 4, 2007

التوبة عن ذنوب الأخرين



حتى شهرزاد كان يأخذها الحنين الى الشمس ..أحيانا


أرى أشعتها القاسية تدهس نسمات الليلة الماضية المشبعة بالأحلام

حتى وأنا أتحسر على بريق الحلم المتكسر ...


أسمح لنفسى أن اتنفس حرارتها وأسبح فى بحور ضوء يشبه الأمل


حتى عندما كانت شهرزاد تلملم خوفها من ضوء النهار الآتى بحكم السيف

..كانت تشتاق الى الضوء


و حتى وأنا أختنق من دناءة , كذب , غش, حماقة الأخرين


لم أستطع اللجوء الى كهفى والرحيل



لم أمنع عينى من رؤية بقايا فطرة تشبه الندى فى أكثر العيون كذبا




فقط يلزمنى قناطير من الندم لأسكبها فوق رأسى الخائب مع كل لسعة ولدعة و حسرة على قشور الذهب الفلصو

Friday, April 27, 2007

أغيب أغيب و اسأل عليك

Photo Sharing and Video Hosting at Photobucket
تحديدا هذه الأيام التى لا يُكتب فيها سطرا
تمتلىء ساعتها بأشياء تطالب بحقها فى أن يُدون عنها
و أستمر فى كسر وعدى
سأكتب فى المساء
البلوج نفسه بدأ فى تكوين أنطباعات غير طيبة عنى
حقك عليا يا عزيزى
أنا زعلتلك والله :)
قريبا هنطلع الحاجات اللى فى الأرشيف
وحتى يحين هذا القريبا
هنقول الموجز
العميد أصدر فرمانا الى طلابه أبناءه مضمونه (أخرسوا مش عايز صداع)-
عملنا حفلة للدفعة :D-
..ومن ساعتها وأنا مش عارفة أرجع موود المذاكرة اللى بجد تانى
-هافة عليا موجة حنين لناس كتير موجودين وغايبين .. ودا غريب نوعا لأنى عادة أحن الى الأشياء والأماكن أكثر من الأشخاص
أهم حاجة بقى
أنسكب كوب النسكافيه بكامله ع الكيبورد والماوس النهاردة
دا غير أن من يومين صاحبتى قالتلى انها شافتلى رؤية جميلة ومش راضية تقولهالى
خير خييييير
بيقولوا خير
نتيجة الترم الأول لسة مطلعتش
غالبا لسة مستوتش... أو النار زادت عليها شوية وأتحرقت منهم وخايفين يقولولنا

Thursday, April 5, 2007

يا عينى ع العمر

أولا .. أعتقد طبقا لمواد الدستور الجديد .. يجب أعتقال محمد محى عشان أغنيته الجديدة دى
بتهمة زعزعة الأمن العام والتحريض على الأحباط
يعنى ناس زيى على أبواب التخرج بعد خمس سنين من الطحن والتفعيص والامتحانات والسكاشن والتفاعلات الكيميائية والفيزيائية و القهرية و على وشك الاحتكاك المؤسف مع سوق العمل المصرى مينفعش يسمعوا
أتخنقت وطلعت كنت بضيع وقت
كان حلم وهمى وانا صدقت للأسف صدقت
أحبطت واتخبطت
أنا موصلتش لحاجة من اللى حلمت بيه
سوء أختيار دا ولا سذاجة ولا أيه
و عينى عليكى يا طيبة
بذمة الحقوق الدستورية دا كلام يتقال؟ لأ ويتغنى كمان
وختامها بقى ..
رجعت للصفر
من مكان ما بدأت
حسيسنى انى راجعة مكتب التنسيق تانى
هو فعلا أمبارح كنا رايحين نقدم السى فيهات بتاعتنا فى مؤتمر التوظيف الصيدلى العظيم ..
بس أيام مكتب التنسيق دخلت الكلية اللى كتبتها رغبة أولى
لكن امبارح كنا بنقدم فى كل أنواع الشغل المتاحة .. حتى اللى مش بنحبه
حد لاقى على رأى صاحبتى :d
بس انا برضه مش هشتغل على مزاج حد
شغل ايه يا بنتى انت صدقتى ..لسة شهرين ع التخرج
ركزى ربنا يهديكى عشان الترم دا انت فى منتهى اللامذاكرة ومش عارفين هترسى على أيه

Friday, March 30, 2007

بدون كلام

enjoy watching it

sand arts

drawing with sands

go over the moon ;)

Monday, March 26, 2007

على مقعد من بكاء

البوست الأخير - اللى قبل دا - نحس شويتين
مش بس عشان كتبت بعديه كذا بوست ومسحتهم - أما لأسباب فنية او فكرية - لأ كمان فى ظل عهده سمعت خبر سىء جدا النهاردة
هو مش سىء بذاته, لكن سىء بالنسبة ليا .. يمكن لو كان حصل مع ناس تانية فى توقيت تانى كان يبقى من أكثر الاحداث ابهاجا
لكن اللى حصل انه فعلا حسسنى بضلمة و ألم
والاعتراف دا لو تعلمون خطير .. لما يجى من واحدة هى أخر حد ممكن يتكلم عن مشاعره السلبية وبيعتبر الحزن دا شىء خاص جدا مينفعش وميصحش تنقله للناس
يلا خير
يمكن يكون خير
أو أصحى الصبح الاقى انه مجرد هزار تقيل شوية
أو ينتهى
يارب ينتهى

Wednesday, March 21, 2007

ساعات بسكت = ساعات بقول




أن قلت..متخافشى

وأن خفت ..ما تقلشى

أنا فى انهى جملة من السطرين اللى فاتوا؟

مش عارفة هفضل راكبة المرجيحة دى لحد أمتى ..بصراحة صدعت والرؤية (المتأرجحة) مش ممتعة كما تبدو

لو بصيت لتحت هدوخ وهعرف أن الارض مش ثابتة.. وهخاف

ولما ببص لفوق بلاقي الدنيا واسعة وبحس لو مديت أيدى هرسم على وش السحاب ..وهقول


مرة فكرت ان عندى لسان واحد و عين يمين وعين شمال وايد يمين وايد شمال

لو حذفنا الايد الشمال لأنى بكتب باليمين بس

هتطلع النسبة متساوية 2:2

أستقبال وأرسال


برضه لسة معرفتش

البوح ولا اللابوح؟

السكوت ولا الكلام !

Saturday, March 17, 2007

LOL

عندى فستان بكلفة ..وجزمة حمرا تحفة ..
يروح كله ويخفى
وتجينى الشكلاتة
..يا بلاش يا ولا

Monday, March 12, 2007

لم تكن

Photo Sharing and Video Hosting at Photobucket

أضاف الى ملامحه الصارمة نظرة استنكار محدودة عندما أخبرته الممرضة أن الطبيب سيصل متأخرا اليوم وأنها تستطيع تحديد ميعاد آخر له أن كان لا يمكنه الأنتظار , أجابها بنبرته الجافة انه سينتظر , ثم سار بنفس خطواته الجادة ناحية كراسى الأنتظار , أنتظار؟ لا يدرك هؤلاء الحمقى انه لا يمتلك الكثير من الوقت ليضيعه فى فعل اللاشى سوى المكوث والتحديق فى السيراميك فى أنتظار فحص عيون دورى عديم القيمة ؟

نسق بعض الأمور الخاصة بعمله , نظم باقى مواعيده وأعد بعض الخطط المبدئية .. نجح ذلك بشكل جزئى فى تحريك عقارب الساعة .
.. لم يفلح فى ترويض صريخ الهواء العاصف فى خواء صدره .

عبث بأزرار هاتفه , فتح ملف صورتها .. خبأ نظرة الحنين داخل صرامة ملامحه , أخرس وجدانه .. بعد كل هذا الوقت لم يتقن الأمر بعد ؟..يلزمه بعض التمرين , نظر بتمعن أكثر .. أدار شريط ذاكرته لوجهه الآخر – هى أيضا لم تكن ترى للأنتظار قيمة – لزمه بعض التركيز والمقاومة .......... تبدو الآن قبيحة و سخيفة كفاية

أغلق هاتفه , غادر العيادة ..لم يحدد معادا آخر .. ليس للأمر رؤية آخرى

Friday, March 9, 2007

مرور سريع.. بلا أثر


Photo Sharing and Video Hosting at Photobucket

عمر الوشوش ما بتبقى بعد السنين نفس الوشوش
...دى بتبقى شىء تانى

تحاول أن تمحى البعض من أيامك
ثق فى النسيان .. فقط ساعده أن يسرع ..
أن يلتمس لك الحد الأدنى من الأيام فى سجن الذكرى .. أو الوهم

أن يحتل البعض أكبر من أحجامهم
هو خطأ تقدير لا أكثر يمكن تجاوزه !

لا تنتظر تغير الوشوش أو غيابها
فقط بدل عيونك .. و سيفقد مرورها تأثيره

يا ترى اللى بيعيش الزمن أحنا
..ولا الزمن هو اللى بيعشنا؟

أغنية للحجار

Monday, February 19, 2007

تغيير لا يحدث

Photobucket - Video and Image Hosting
كأن ذلك حدث خصيصا لأحصل على هذا الكابوس !
عدت من الكلية بالأمس متأخرة لأتمام بعض الأعمال -التى لم تتم - مرهقة بأوسع المقاييس,, لم أكتشف ذلك الا عندما وصلت لغرفتى ...لولا انى كنت معى طول اليوم لأعتقدت انى ربما عائدة من مبارة فى الملاكمة ...ألم مبهم ومنتشر.
أنام لساعة ..
أستيقظ لأعتقد أن تلك الغفلة كانت مؤامرة ما .. كان فعلها كال(نشابة) تفرد نفس قطعة العجين على مساحة أوسع دون أن تنقص منها شيئا .. هكذ تغير فى هذا الألم المبهم شكله فقط وبقى متمسكا بى .
وتتمة للمؤامرة لم أستطع العودة للنوم مرة أخرى الا بعدها بساعات ..
كان على أن أستيقظ فى السادسة !
وهذا ما حدث.. لكن بعد محاولات صادقة وناجحة لأنتزاعى نفسى من السرير عدت أليه بكل صدق ..
أبدو محتاجة الى بعض الفوضى
قبل أن أغمض عينى ... ألاحظ أن شكل اللألم قد تغير مرة أخرى
أتجاهل أعادة ضبط المنبه ..
فيتطفل الكابوس للقيام بالمهمة

أفتح عينى , أزيحة فى تجاهل وأستعذ

سأكتب عنه عندما أنهض !



لا أذكره !



شكرا
..


سأنسى الألم المبهم أيضا




Tuesday, February 6, 2007

أبتسامة أبيض فى أسود ...فى دموع

Photobucket - Video and Image Hosting

بالتأكيد حملت قدرا من الأمتنان الى عقارب ساعتى عندما زفت الى انه موعد الانصراف ..كان يوم من تلك الايام المرهقة المتخمة بالاعمال فنهضت عن مكتبى وأنا ألقى كل عبارات التأنيب التى أعرفها على علماء الفيزياء والطبيعة الكسولين لأنهم لم يقوموا حتى الآن بأختراع تلك التقنية التى تمكننى من تطبيق خاصية الأنتقال الآنى التى أشبعنا منها نبيل فاروق فى روايته لأجد نفسى فى ذات اللحظة على سريرى فى أعمق انواع النوم .

وفى محاولة لترشيد ما تبقى لى من أنفاس فى ذلك اليوم قررت التوقف عن اللوم وأدخار المتبقى من طاقتى فى محاولة الوصول الى محطة المترو أو كما سمتها صديقتى (بروفة الحرب) .


لم أردد لنفسى قرارى اليومى بالتوقف عن العمل وألتزام المنزل من الغد عندما صعدت الى عربة المترو ولم أجدها - كعادتها - مزدحمة ... و لهؤلاء ممن لم يتعاملوا مع تلك القطارات الصغيرة من قبل – لا اعرف كيف تمضى أيامهم صراحة – فغير مزدحمة تعنى ان عدد الواقفين يساوى عدد الجالسين على كل المقاعد الممتلئة بحيث يمكنك الوقوف مستقيما دون أن تستقر قدم أحدهم مطمئنة آمنة فوق قدمك .

أسندت ظهرى الى العمود المواجه للباب وقررت ان أفكر فى اللا شىء وقبل أن أغمض عينى صعدت مجموعة من الفتيات الصغيرات ما بين الطفولة والمراهقة يرتدين ألوان زاهية متنوعة بشكل مضىء فتراجعت عن قرارى .

بدأن فى ضجة منخفضة من الضحك والحكايات وسعادة تبدو حقيقية عبثت بجزء ما فى ذاكرتى أستدعت به وجوه صديقات المدرسة التى لم تفلح الايام فى محو ملامحها ...
كنا مجموعة متنوعة مثلهن , بينهم فتاة قصيرة كما كانت بيننا دعاء ... دعاء كانت دائما تشعرنى أنها استنساخ من أمها, تفكر وتعبر مثلها , أتذكر اليوم الذى نظرت الى فيه كأنى بلهاء عندما لم أفهم لما تعاتبنى على قبولى تبادل السندوتشات مع سوزان, زغدتنى فى ذراعى ثم "ايه يا بنتى.. انتى مش بتقرفى " لم أفهم و أعتقدت حينها انها تشمئز من الوشم الرباعى الصغير فى يد سوزى .

و مثل سارة كان بينهم تلك الفتاة الأنيقة برقة مميزة ... كانت سارة سريعة التأثر بأى شىء , وكان ذلك يملأ رأسها بالعديد من الأفكار الهشة ,, فى يوم ذهبنا سويا لتصوير ملزمة الدرس وبعض أن عثرنا أخيرا على مكتبة تصوير أخبرتنى أنه علينا أن نبحث عن أخرى لأن صاحب المكتبة كما رأته عبر الزجاج " عنده دقن ومقصر بنطلونه .. أنا مش برتاح للناس دى " أندهشت و جذبت الورق من يدها ودخلت , فدخلت ورائى مستسلمة كالعادة .

طبعا لم تكن المجموعة تشبهنى وصديقاتى فى الألوان الطبيعية ... كانت لهم أسنان وعيون تبدو بيضاء بلمعة ساطعة على خلفية وجوههم السوداء مع ملامح أفريقية غير مصرية .

أنتبهت فى تلك اللحظة أن الزحام يزيد فى كل أنحاء العربة ماعدا الجزء الذى وقفت فيه بجوارهن , يبدو أن البعض كان يتجنب الصعود من الباب الذى استقرت المجموعة أمامه , ربما لم يرغبوا فى الأحتكاك بذوى الوجه المظلمة .

عن الأحتكاك أتذكر يوم أن عاتبت والدة دعاء والدتى لأنها تترك أبنة البواب تلعب معنا عندما تزورنا أبنتها , و أستطردت بأنها تخشى على أبنتها الأحتكاك بمثل هؤلاء " وكدا هتخلى البواب ياخد عليكوا كمان, ناقص بكرة تجيبى ولاد السباك والنجار" , قضيت بعدها أياما أنظر بتمعن الى مروة ابنة البواب كلما رأيتها محاولة أكتشاف ما يجعلها من (هؤلاء ) ممن تتوجس منهم والدة دعاء .


رويت ذلك لأستاذ رأفت ( مدرس العربى والدين وكان يعلمنا الحياة أيضا ) يوما وأخبرته انى لم أستطع أكتشاف ما هو الغريب المختلف فى مروة أو سوزان أو حتى سارة ودعاء ووالدتها , فضحك وأخبرنى أنها فقط أفكار البعض تصور لهم أحيانا أن للطين أنواع ذهبية و أخرى من النحاس , وأن البعض يفضل الخوف من المختلفين عن أن يتقبل هذا الأختلاف.


أوقفت شريط الذكريات وكنت أستعد للنزول عندما أخذت أحدهن نظارة الشمس من أخرى فى مشاجرة تمثلية ولمعت ضحكاتهن البيضاء مرة أخرى , فأبتسمت ... وشاركتنى تلك الفتاة النزول فى نفس المحطة لكن خطواتى كانت أسرع منها ومن الأحداث التالية فلم أستوعبها كلها ...
مجموعة من الصبية الصغار المشاغبين - ممن يعتبرون تلك المحطة منتزها يوميا و مكانا مناسبا لمضايقة الأخرين – بدأوا فى قذف الفتاة بألفاظ قاسية من نوعية " الدنيا ضلمت ليه , الفحم وصل , حاسب دى بتبقع " , ربما جذبها أو دفعها أحدهم فأسمع صوتها عاليا غليظا بالعربية بلهجة متعثرة تهدهم بأن يبتعدوا عنها , قبل أن أصل الى سلم الخروج أشعر بالخسة, ما كان يجب أن أتركها وحيدة , لكنى جبنت , ماذا لو أوذيت أنا أيضا من هؤلاء الصبية , ماذا لو عاملتى هى بعدوانية , كيف لى أن أعرف كيف يفكر (هؤلاء) .


قبل أن أحسم أفكارى عبرت الفتاة بجوارى كالصاروخ و سبقتنى الى السلم , حمدت الله أنها لم تتعرض لأذى وأستأنفت طريقى فأدركتها فى منتصف السلم , أقتربت منها فى تردد , أستجمعت ثقتى ولمست كتفها ثم همست " لما يضايقك حد تانى مترديش عليهم , ابعدى عنهم " على عكس ما توقعت نظرت الى وأجابت فى صوت ذائب فى الخجل والرقة بـ"حاضر" , وفى عينيها لمحت ما يشبه لمعة ضوء السيارات خلف شبورة الصباح , وسقطت نظارة الشمس المكسورة من يدها .


Sunday, February 4, 2007

عرض خاص

Photobucket - Video and Image Hosting

نغمة هاتفى المحمول اللتى شعرت أنها عالية جدا ومزعجة بالأمس ألتقت صوتها بالكاد اليوم بين نغمات الهواء الغاضب كالموج , و نقر المطر فوق رأسى ..

آلو ..السلام عليكم .

...

ايوة السلام عليكم ورحمة الله ..مين؟

...

أيوة يا عمو ...هى لسة راكبة تاكسى وماشية دلوقت ..آه الجو مطر آوى ..هى فى الطريق .

أغلق الخط (مطر آوى وحلو آوى )

أقف على طرف الرصيف مرة آخرى وأنظر فى اتجاه السيارات القادمة كما يفعل الآخرون حولى وهو منكمشون كالكتاكيت الفضية المبتلة ...يستمرون هم فى ممارسة قلق البحث عن مركبة فضائية تحملهم الى أعشاشهم , واستمر أنا فى مراقبة أحداث الفيلم وكأنى أجلس فى مقصورة ملكية ...

تستخدم أم ثلاثينية كل جوارحها وشالها الواسع لتحمى صغيرها فيحاول هو التمرد ...ابتسم له فيرد بمثلها ..تقل محاولات الأنقلاب قليلا ويكتفى بأخراج ذارعه القصير من طرف الشال , ربما صالح نفسه بأنه يوما سيبلغ عمرى ويقف تاركا للمطر حرية معانقة رأسه وكتفيه دون ظلال ...

أخيرا تفوز الفتيات على الرصيف المقابل بسيارة أجرة ... يبدو ان منزلهن بعيد ليتعرضن لكل تلك المباحثات والجدال مع السائقين ... أطمئن عليهن وابتهل أن يصلن بسلام ..

حتما هو شخص شرير من صمم الجيبات الشتوية فاتحة اللون ! ..من هذا العبقرى اللذى ينتج (سابوهات وصنادل ) شتوية !


أعطس مرتين و أشعر ان رأسى أصبح مصدرا آخر للمطر فأقرر التوقف عن تجاهل سيارات الأجرة.. فتختفى جميعها ! هكذا تسير الأمور أحيانا .

انا بضحك من قلبى يا جماعة*
مع انى راح منى ولاعة
و بطاقتى فى جاكتة سرقوها و غتاتة كمان لهفوا
الشماعة
بقيت ارجف من الساقعة لكن بضحك
الضحك دة مزيكا..كهربا على
ميكانيكا
و اضحك على الشيكا
بيكا

تهدىء أحدى الميكروباصات سرعتها بجانبى – للمرة العاشرة تقريبا- لكن هذه المرة يطل صبى السائق من بابها ليسأل عن جهتى , أجيبه فيطلب منى الركوب و يقترح كشهم صغير ان انزل عند أول الطريق حيث سيكون أسهل فى العثور على مواصلة آخرى , أستسلم و أصعد الى مكان ضيق ..يبدو الأمر مقبولا مادام سيتوفر فاصل آخر من الأمطار قبل أن أصل الى البيت .فى سرى أشكر باقى الركاب لكون المكان الوحيد المتبقى لى بجوار الشباك .

يتكلم السائق فجأة بأبوية غير ملائمة لمهنته:

اللى جنبه شباك يفتحه عشان متاخدوش برد

يبدو أن لى دعوات مستجابة ! , يرتب الهواء البارد ملامح وجهى فتبتسم , و تزداد أحداث الفيلم تشويقا .

أنزل لأسير طريق متوسط الى موقف ميكروباسات الخط الآخر المؤدى الى بيتى .

يربت المطر مرة آخرى على كتفى و رأسى كأنها جلسة تدليك و داخل عقلى تترتب العديد من الأمور والأفكار ..يبدو أوسع .. من عدة أيام كنت أخشى عليه من الزحام والأنفجار .

يشبه ذلك النشوة التى تتملكنى عندما ننتهى من تنظيف حجرات المنزل ..

التخلص من الغبار !

شيكا بيكا و بولوتيكا و مقالب انتيكا*
ولا تزعل و لا تحزن
اضحك برضه يا ويكا
هاهاها على الشيكا بيكا

, أشعر برضا وأمتنان أكثر لتلك الصدفة التى منحتنى فرصة التواجد فى الشارع فى مثل هذا الطقس المفآجىء .. السىء بالنسبة للأخريين .

, كأنها أحد عروض السيميوليتور simulator و وحدى من يرتدى نظارة المحاكاة و نسوها

... أستمتع بالعرض وحدى ..أنظر اليهم بشفقة طفلة.



*الجزء باللون الفاتح مقتبس من شيكا بيكا لصلاح جاهين