Friday, October 26, 2007

شتاء دافىء قادم




لم أحاول هذه المرة ادعاء السعادة ..كنت أمارسها فعلا.

لم يزعجنى ارتفاع صوت كاسيت السيارة كما اعتدت ان تعرف عنى .. ولا هزاتها الشديدة عند صعودنا ملفات المقطم جعلتنى اصاب بالصداع الذى كنت دائما تفسره (دى انيميا ,,لازم تاكلى كويس عشان انا كدا قلقان عليكى) كانت تناسبك تلك الانسانية وقتها !
لأول مرة منذ عدة مواسم صيفية يفوق صوت ضحكى صوت ضحكات اصدقائى ...مروة قالت ان السيارة تهتز من صوت ضحكنا العالى وليس من ملفات الجبل الخطرة واحنا طالعين لفوق .."كنت فاكرة انى معاك فوق كل قمم الشجر .

قرأت ذات مرة ان اصعب من الحزن انتهاء الحزن
تألمت بشدة حينها ..أيعنى هذا انه حتى بعد انتهاء حزنى سيتوجب على ان اعيش فى هذا( الاصعب ) الى الأبد ! ..تعجبت هذا الارتباط العميق بينك وبين القسوة.. الا تكفينى قسوة البعد وحدها؟

لكنى اكتشفت انه بينما انا منشغلة فى الحزن عليك تسرب احساس اخر ..انتظر حتى يجد مساحة شاغرة ليعلن عن نفسه ...صعب ان يحيى الانسان (فارغا) من الاحساس ..حتى لو كان قد اعتاد اخر احاسيسه ..الحزن .

أتذكر عندما كنت أردد انى أعشق المطر؟ وانى أشعر ان الشمس تكرهنى دون مبرر ..
منذ اسبوعين اكتشفت الشمس...رقيقة وحنينة ..كلما سرت فى ضيها اضم يدى وافردها تهمس لى ( انتِ جميلة ,,أنتِ حرة )
خطواتى تحت الشمس طلعت اجمل من رعشة رجلى تحت المطر


ضحك اصحابى وتراب الارض فوق الجبل و ضى الشمس على ملامحى ...كل الحاجات دى عَرفت احساسى الجديد ..انا بعدك ...حرة



أكتوبر2006

Monday, October 22, 2007

أستئناف

بعد محاولات فاشلة مع النوم .. أستئنف مسائى بالقراءة مع الأستماع
وجدت بين القصاقيص الصغيرة تلك التى أجمعها على صفحات ورد فى ملفاتى الخاصة .. وجدت تلك
توقيت مناسب جدا لى لقرائتها

لا تبك على فائت" من كتاب "جدد حياتك" للإمام محمد الغزالى رحمه الله

"إن ((دايل كارنيجى)) يلجأ إلى العقل ليصل بنا إلى الغاية فيقول:

(من الممكن أن تحاول تعديل النتائج التى ترتبت على أمر حدث منذ 180 ثانية , أما أن تحاول تغيير الأمر فهذا هو الذى لا يعقل . وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بواسطتها أن تصبح الأحداث الماضية إنشائية مجدية . تلك هى تحليل الأخطاء التى وقعت فى الماضى والاستفادة منها ثم نسيانها تماما .

أنا أؤمن بهذا تماما , ولكن هل ترانى أملك الشجاعة دائما لأفعل ما أؤمن به ؟! ثم قال حدثنى ((سوندرز)) أن مستر ((براندوين)) مدرس الصحة بكلية ((جورج واشنجتون)) علمه درسا لن ينساه أبدا , ثم قص على قصة هذا الدرس فقال : لم أكن بلغت العشرين من عمرى , ولكنى كنت شديد القلق حتى فى تلك الفترة المبكرة من حياتى ,فقد اعتدت أن أجتر أخطائى , وأهتم لها هما بالغاً . وكنت إذا فرغت من أداء امتحان وقدمت أوراق الإجابة , أعود إلى فراشى فأستلقى عليه , وأذهب أقرض أظافرى وأنا فى أشد حالات القلق خشية الرسوب , لقد كنت أعيش فى الماضى وفيما صنعته فيه , وأود لو أننى صنعت غير ما صنعت , وأفكر قيما قلته من زمن مضى , وأود أننى قلت غير ما قلت .

ثم إنى فى ذات صباح ضمنى الفصل وزملائى الطلبة , وبعد قليل دلف المدرس (مستر براندوين) ومعه زجاجة مملوءة باللبن وضعها أمامه على المكتب . وتعلقت أبصارنا بهذه الزجاجة , وانطلقت خواطرنا تتساءل : ما صلة اللبن بدروس الصحة , وفجأة نهض المدرس ضارباً زجاجة اللبن بظهر يده فإذا هى تقع على الأرض ويراق ما فيها , وهنا صاح مستر (براندوين) : لا يبكى أحدكم على اللبن المراق . ثم نادانا الأستاذ واحداً واحداً لنتأمل الحطام المتناثر والسائل المسكوب على الأرض , ثم جعل يقول لكل منا: انظر جيدا إننى أريد أن تذكر هذا الدرس مدى حياتك , لقد ذهب اللبن واستوعبته البالوعة , فمها تشد شعرك , وتسمح للهم والنكد أن يمسكا بخناقك فلن تستعيد منه قطرة واحدة . لقد كان يمكن بشىء من الحيطة والحذر أن نتلافى هذه الخسارة . ولكن فات الوقت , وكل ما نستطيعه أن نمحو أثرها وننساها ثم نعود إلى العمل بهمة ونشاط ) ."


هذا المساء


منذ ساعتين أستقبلت تلك المقطوعة التى لم أعرف لها اسما بعد
هل مساحة الشجن بها زائدة أم أن الأمر يتعلق بى ؟
لا أدرى .. لا أدرى لماذا أيضا أعيد تشغيلها الآن للمرة التاسعة ربما

Friday, October 19, 2007

صبر صامت


ترص أوراقها وتبدأ.. تبدل الأقلام فى تتابع عشوائى أنيق .. البحر بعيد الآن والسماء أبعد , تبكى للحظات باللون الأزرق .. تعود لتبدو متماسكة فى الأخضر و تزدحم الأحلام فوقه .. تنهيدة رمادية للغد المتأخر... يتمرد الأحمر فوق الصفحات ويحرر صرخاتها لتنطلق فى كل اتجاه واللا اتجاه كشخبطته الأرتجالية ربما يراه\يسمعها أحد ... تتقطع انفاسه\ يبح صوتها ... خطوط أخيرة قبل رحيله, وردية كالحنين .. ينتهى وتستأنف بنقش فارغ وأنين مكتوم .
تعود أنفاسها للأنتظام فى خفوت مستندة الى عبرات قلمها الأزرق
.
.
.

ينقر فوق مكتبها فترفع الأوراق المنتهية له .. وترفع رأسها لنفسها
انتى ازاى بتقدرى تفضلى هادية و مركزة فى الشغل كل الوقت دا ؟
بأبتسامة هادئة منهكة تستقبل اندهاشه ولا تجيب
.