Monday, February 19, 2007

تغيير لا يحدث

Photobucket - Video and Image Hosting
كأن ذلك حدث خصيصا لأحصل على هذا الكابوس !
عدت من الكلية بالأمس متأخرة لأتمام بعض الأعمال -التى لم تتم - مرهقة بأوسع المقاييس,, لم أكتشف ذلك الا عندما وصلت لغرفتى ...لولا انى كنت معى طول اليوم لأعتقدت انى ربما عائدة من مبارة فى الملاكمة ...ألم مبهم ومنتشر.
أنام لساعة ..
أستيقظ لأعتقد أن تلك الغفلة كانت مؤامرة ما .. كان فعلها كال(نشابة) تفرد نفس قطعة العجين على مساحة أوسع دون أن تنقص منها شيئا .. هكذ تغير فى هذا الألم المبهم شكله فقط وبقى متمسكا بى .
وتتمة للمؤامرة لم أستطع العودة للنوم مرة أخرى الا بعدها بساعات ..
كان على أن أستيقظ فى السادسة !
وهذا ما حدث.. لكن بعد محاولات صادقة وناجحة لأنتزاعى نفسى من السرير عدت أليه بكل صدق ..
أبدو محتاجة الى بعض الفوضى
قبل أن أغمض عينى ... ألاحظ أن شكل اللألم قد تغير مرة أخرى
أتجاهل أعادة ضبط المنبه ..
فيتطفل الكابوس للقيام بالمهمة

أفتح عينى , أزيحة فى تجاهل وأستعذ

سأكتب عنه عندما أنهض !



لا أذكره !



شكرا
..


سأنسى الألم المبهم أيضا




Tuesday, February 6, 2007

أبتسامة أبيض فى أسود ...فى دموع

Photobucket - Video and Image Hosting

بالتأكيد حملت قدرا من الأمتنان الى عقارب ساعتى عندما زفت الى انه موعد الانصراف ..كان يوم من تلك الايام المرهقة المتخمة بالاعمال فنهضت عن مكتبى وأنا ألقى كل عبارات التأنيب التى أعرفها على علماء الفيزياء والطبيعة الكسولين لأنهم لم يقوموا حتى الآن بأختراع تلك التقنية التى تمكننى من تطبيق خاصية الأنتقال الآنى التى أشبعنا منها نبيل فاروق فى روايته لأجد نفسى فى ذات اللحظة على سريرى فى أعمق انواع النوم .

وفى محاولة لترشيد ما تبقى لى من أنفاس فى ذلك اليوم قررت التوقف عن اللوم وأدخار المتبقى من طاقتى فى محاولة الوصول الى محطة المترو أو كما سمتها صديقتى (بروفة الحرب) .


لم أردد لنفسى قرارى اليومى بالتوقف عن العمل وألتزام المنزل من الغد عندما صعدت الى عربة المترو ولم أجدها - كعادتها - مزدحمة ... و لهؤلاء ممن لم يتعاملوا مع تلك القطارات الصغيرة من قبل – لا اعرف كيف تمضى أيامهم صراحة – فغير مزدحمة تعنى ان عدد الواقفين يساوى عدد الجالسين على كل المقاعد الممتلئة بحيث يمكنك الوقوف مستقيما دون أن تستقر قدم أحدهم مطمئنة آمنة فوق قدمك .

أسندت ظهرى الى العمود المواجه للباب وقررت ان أفكر فى اللا شىء وقبل أن أغمض عينى صعدت مجموعة من الفتيات الصغيرات ما بين الطفولة والمراهقة يرتدين ألوان زاهية متنوعة بشكل مضىء فتراجعت عن قرارى .

بدأن فى ضجة منخفضة من الضحك والحكايات وسعادة تبدو حقيقية عبثت بجزء ما فى ذاكرتى أستدعت به وجوه صديقات المدرسة التى لم تفلح الايام فى محو ملامحها ...
كنا مجموعة متنوعة مثلهن , بينهم فتاة قصيرة كما كانت بيننا دعاء ... دعاء كانت دائما تشعرنى أنها استنساخ من أمها, تفكر وتعبر مثلها , أتذكر اليوم الذى نظرت الى فيه كأنى بلهاء عندما لم أفهم لما تعاتبنى على قبولى تبادل السندوتشات مع سوزان, زغدتنى فى ذراعى ثم "ايه يا بنتى.. انتى مش بتقرفى " لم أفهم و أعتقدت حينها انها تشمئز من الوشم الرباعى الصغير فى يد سوزى .

و مثل سارة كان بينهم تلك الفتاة الأنيقة برقة مميزة ... كانت سارة سريعة التأثر بأى شىء , وكان ذلك يملأ رأسها بالعديد من الأفكار الهشة ,, فى يوم ذهبنا سويا لتصوير ملزمة الدرس وبعض أن عثرنا أخيرا على مكتبة تصوير أخبرتنى أنه علينا أن نبحث عن أخرى لأن صاحب المكتبة كما رأته عبر الزجاج " عنده دقن ومقصر بنطلونه .. أنا مش برتاح للناس دى " أندهشت و جذبت الورق من يدها ودخلت , فدخلت ورائى مستسلمة كالعادة .

طبعا لم تكن المجموعة تشبهنى وصديقاتى فى الألوان الطبيعية ... كانت لهم أسنان وعيون تبدو بيضاء بلمعة ساطعة على خلفية وجوههم السوداء مع ملامح أفريقية غير مصرية .

أنتبهت فى تلك اللحظة أن الزحام يزيد فى كل أنحاء العربة ماعدا الجزء الذى وقفت فيه بجوارهن , يبدو أن البعض كان يتجنب الصعود من الباب الذى استقرت المجموعة أمامه , ربما لم يرغبوا فى الأحتكاك بذوى الوجه المظلمة .

عن الأحتكاك أتذكر يوم أن عاتبت والدة دعاء والدتى لأنها تترك أبنة البواب تلعب معنا عندما تزورنا أبنتها , و أستطردت بأنها تخشى على أبنتها الأحتكاك بمثل هؤلاء " وكدا هتخلى البواب ياخد عليكوا كمان, ناقص بكرة تجيبى ولاد السباك والنجار" , قضيت بعدها أياما أنظر بتمعن الى مروة ابنة البواب كلما رأيتها محاولة أكتشاف ما يجعلها من (هؤلاء ) ممن تتوجس منهم والدة دعاء .


رويت ذلك لأستاذ رأفت ( مدرس العربى والدين وكان يعلمنا الحياة أيضا ) يوما وأخبرته انى لم أستطع أكتشاف ما هو الغريب المختلف فى مروة أو سوزان أو حتى سارة ودعاء ووالدتها , فضحك وأخبرنى أنها فقط أفكار البعض تصور لهم أحيانا أن للطين أنواع ذهبية و أخرى من النحاس , وأن البعض يفضل الخوف من المختلفين عن أن يتقبل هذا الأختلاف.


أوقفت شريط الذكريات وكنت أستعد للنزول عندما أخذت أحدهن نظارة الشمس من أخرى فى مشاجرة تمثلية ولمعت ضحكاتهن البيضاء مرة أخرى , فأبتسمت ... وشاركتنى تلك الفتاة النزول فى نفس المحطة لكن خطواتى كانت أسرع منها ومن الأحداث التالية فلم أستوعبها كلها ...
مجموعة من الصبية الصغار المشاغبين - ممن يعتبرون تلك المحطة منتزها يوميا و مكانا مناسبا لمضايقة الأخرين – بدأوا فى قذف الفتاة بألفاظ قاسية من نوعية " الدنيا ضلمت ليه , الفحم وصل , حاسب دى بتبقع " , ربما جذبها أو دفعها أحدهم فأسمع صوتها عاليا غليظا بالعربية بلهجة متعثرة تهدهم بأن يبتعدوا عنها , قبل أن أصل الى سلم الخروج أشعر بالخسة, ما كان يجب أن أتركها وحيدة , لكنى جبنت , ماذا لو أوذيت أنا أيضا من هؤلاء الصبية , ماذا لو عاملتى هى بعدوانية , كيف لى أن أعرف كيف يفكر (هؤلاء) .


قبل أن أحسم أفكارى عبرت الفتاة بجوارى كالصاروخ و سبقتنى الى السلم , حمدت الله أنها لم تتعرض لأذى وأستأنفت طريقى فأدركتها فى منتصف السلم , أقتربت منها فى تردد , أستجمعت ثقتى ولمست كتفها ثم همست " لما يضايقك حد تانى مترديش عليهم , ابعدى عنهم " على عكس ما توقعت نظرت الى وأجابت فى صوت ذائب فى الخجل والرقة بـ"حاضر" , وفى عينيها لمحت ما يشبه لمعة ضوء السيارات خلف شبورة الصباح , وسقطت نظارة الشمس المكسورة من يدها .


Sunday, February 4, 2007

عرض خاص

Photobucket - Video and Image Hosting

نغمة هاتفى المحمول اللتى شعرت أنها عالية جدا ومزعجة بالأمس ألتقت صوتها بالكاد اليوم بين نغمات الهواء الغاضب كالموج , و نقر المطر فوق رأسى ..

آلو ..السلام عليكم .

...

ايوة السلام عليكم ورحمة الله ..مين؟

...

أيوة يا عمو ...هى لسة راكبة تاكسى وماشية دلوقت ..آه الجو مطر آوى ..هى فى الطريق .

أغلق الخط (مطر آوى وحلو آوى )

أقف على طرف الرصيف مرة آخرى وأنظر فى اتجاه السيارات القادمة كما يفعل الآخرون حولى وهو منكمشون كالكتاكيت الفضية المبتلة ...يستمرون هم فى ممارسة قلق البحث عن مركبة فضائية تحملهم الى أعشاشهم , واستمر أنا فى مراقبة أحداث الفيلم وكأنى أجلس فى مقصورة ملكية ...

تستخدم أم ثلاثينية كل جوارحها وشالها الواسع لتحمى صغيرها فيحاول هو التمرد ...ابتسم له فيرد بمثلها ..تقل محاولات الأنقلاب قليلا ويكتفى بأخراج ذارعه القصير من طرف الشال , ربما صالح نفسه بأنه يوما سيبلغ عمرى ويقف تاركا للمطر حرية معانقة رأسه وكتفيه دون ظلال ...

أخيرا تفوز الفتيات على الرصيف المقابل بسيارة أجرة ... يبدو ان منزلهن بعيد ليتعرضن لكل تلك المباحثات والجدال مع السائقين ... أطمئن عليهن وابتهل أن يصلن بسلام ..

حتما هو شخص شرير من صمم الجيبات الشتوية فاتحة اللون ! ..من هذا العبقرى اللذى ينتج (سابوهات وصنادل ) شتوية !


أعطس مرتين و أشعر ان رأسى أصبح مصدرا آخر للمطر فأقرر التوقف عن تجاهل سيارات الأجرة.. فتختفى جميعها ! هكذا تسير الأمور أحيانا .

انا بضحك من قلبى يا جماعة*
مع انى راح منى ولاعة
و بطاقتى فى جاكتة سرقوها و غتاتة كمان لهفوا
الشماعة
بقيت ارجف من الساقعة لكن بضحك
الضحك دة مزيكا..كهربا على
ميكانيكا
و اضحك على الشيكا
بيكا

تهدىء أحدى الميكروباصات سرعتها بجانبى – للمرة العاشرة تقريبا- لكن هذه المرة يطل صبى السائق من بابها ليسأل عن جهتى , أجيبه فيطلب منى الركوب و يقترح كشهم صغير ان انزل عند أول الطريق حيث سيكون أسهل فى العثور على مواصلة آخرى , أستسلم و أصعد الى مكان ضيق ..يبدو الأمر مقبولا مادام سيتوفر فاصل آخر من الأمطار قبل أن أصل الى البيت .فى سرى أشكر باقى الركاب لكون المكان الوحيد المتبقى لى بجوار الشباك .

يتكلم السائق فجأة بأبوية غير ملائمة لمهنته:

اللى جنبه شباك يفتحه عشان متاخدوش برد

يبدو أن لى دعوات مستجابة ! , يرتب الهواء البارد ملامح وجهى فتبتسم , و تزداد أحداث الفيلم تشويقا .

أنزل لأسير طريق متوسط الى موقف ميكروباسات الخط الآخر المؤدى الى بيتى .

يربت المطر مرة آخرى على كتفى و رأسى كأنها جلسة تدليك و داخل عقلى تترتب العديد من الأمور والأفكار ..يبدو أوسع .. من عدة أيام كنت أخشى عليه من الزحام والأنفجار .

يشبه ذلك النشوة التى تتملكنى عندما ننتهى من تنظيف حجرات المنزل ..

التخلص من الغبار !

شيكا بيكا و بولوتيكا و مقالب انتيكا*
ولا تزعل و لا تحزن
اضحك برضه يا ويكا
هاهاها على الشيكا بيكا

, أشعر برضا وأمتنان أكثر لتلك الصدفة التى منحتنى فرصة التواجد فى الشارع فى مثل هذا الطقس المفآجىء .. السىء بالنسبة للأخريين .

, كأنها أحد عروض السيميوليتور simulator و وحدى من يرتدى نظارة المحاكاة و نسوها

... أستمتع بالعرض وحدى ..أنظر اليهم بشفقة طفلة.



*الجزء باللون الفاتح مقتبس من شيكا بيكا لصلاح جاهين